Breaking News

الجيش السوري الحر شوكة بخاصرة النظام


كرر السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أمس خلال جلسة تاريخية لمجلس الأمن وصفه للمجموعات المنشقة عن الجيش بأنها "مجموعات إرهابية مسلحة". ولم يأت السفير في الجلسة التي أجهض فيها مشروع قرار أوروبي عربي حول سوريا على ذكر الضباط والجنود الذين شكلوا الجيش الحر, والذين يخوضون معارك مع الجيش الموالي للنظام.
تأسس الجيش السوري الحر بتاريخ 29 يوليو/تموز 2011 تحت قيادة العقيد المنشق رياض موسى رياض الأسعد الذي حدد عقيدة الجيش الجديد في "الدفاع عن الوطن والمواطنين من جميع الطوائف"، معتبرا أنه "النواة الحقيقية لتشكيل جيش حقيقي لدولة الحرية والديمقراطية لـسوريا المستقبل" بعد الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.

وبدأت الانشقاقات المعلنة عن الجيش السوري بخروج الملازم أول عبد الرزاق محمد طلاس يوم 6 يونيو/حزيران. وبعد ثلاثة أيام أعلن المقدم حسين هرموش انشقاقه هو الآخر قبل أن تلقي الاستخبارات السورية القبض عليه.
وفي 3 أغسطس/آب الماضي أصدر العقيد رياض الأسعد -أرفع الضباط المنشقين رتبة- البيان الأول للجيش السوري الحر في إشارة إلى توجه الجنود المنشقين لتنظيم أنفسهم.
.ومع مرور الأيام أصبح الجيش الحر لاعبا مؤثرا وارتفع عدد الملتحقين بصفوفه وغالبيتهم من منشقي الجيش النظامي الذين رفضوا أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين. وقرر هؤلاء -يدعمهم متطوعون- الانضواء في كتائب منظمة لحماية الأهالي من هجمات قوات الجيش والأمن ومليشيات النظامش الحر في قاعدة على الحدود مع لبنان (الفرنسية)
وفي أبرز المواجهات بين الطرفين، وقعت اشتباكات مسلحة في 27 سبتمبر/أيلول 2011 -استمرت لأربعة أيام- حينما حاولت قوات الأمن والجيش اقتحام مدينة الرستن، وتأتَّى للجيش اقتحام المدينة بعد حشد مئات الدبابات والعربات المصفحة، وإيقاع دمار كبير بالمدينة ومنازل الأهالي.
زمام المبادرة
وبالإضافة إلى الرستن، كانت هناك مواجهات مشابهة أخرى، وإن على نطاق أضيق، اندلعت في الوقت نفسه في منطقة حماة. وكانت مواجهات أخرى شبيهة قد سجلت في مناطق أخرى من سورية، لا سيما في ريف دمشق وإدلب ومنطقة الحدود السورية اللبنانية.
وأمام استمرار سقوط القتلى بسوريا، تطور الأداء العسكري للجيش الحر، وبالإضافة إلى تصديه لعدد من هجمات قوات النظام، استطاع أخذ زمام المبادرة ونفذ سلسلة عمليات استهدف بعضها دمشق التي ظلت هادئة طيلة شهور الثورة الماضية.
ففي هجوم نوعي وقع في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، استهدف منشقون عن الجيش السوري مقرا للمخابرات الجوية في حرستا على أطراف العاصمة السورية، في أول عملية من نوعها منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للنظام.
واستخدم عناصر الجيش السوري الحر قذائف "آر بي جي" المضادة للدروع ونيران الرشاشات في مهاجمة مجمع كبير للمخابرات الجوية على طريق دمشق حلب البري السريع في نحو الساعة الثانية والنصف صباحا.
في هذه الأثناء، ما فتئت وسائل إعلام رسمية سورية تصف الجيش السوري الحر بأنه "جماعات إرهابية مسلحة" تنشط في أنحاء البلاد، وتعيث فيها فسادا وتستهدف المدنيين وقوات الجيش والأمن على حد سواء، ونقلت هذه الوسائل أكثر من مرة صورا لتشييع قتلى من الجيش سقطوا بنيران "مسلحين".

ليست هناك تعليقات